وقال عزوجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا : أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٩٦).
وقال عز شأنه : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ، وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) (٩٧).
ثم بيّن سبحانه سبب إنكارهم ليوم القيامة ، فقال : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ. بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ. يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ. فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ..) (٩٨).
إذن ، فهم ينكرون يوم القيامة ؛ لأنهم يريدون أن يبرروا فجورهم وانحرافهم ، وكل تصرفاتهم. وأن يبرروا إصرارهم على مواصلة هذا الفجور في المستقبل.
وبعد كل ما تقدم فإننا نعرف سبب شدة اليهود والمشركين في عداوتهم لأهل الإيمان. قال تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
__________________
(٩٦) سورة الأحقاف ، الآية ٣٣.
(٩٧) سورة يس ، الآية ١٢.
(٩٨) سورة القيامة ، الآيات ١ ـ ٧.