عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (٩٩). فإن توراتهم تلك المحرّفة لم تتعرض ليوم القيامة أبدا. نعم قد تحدثت في مورد عن وادي الهلاك. ولذلك نجد أن اليهود عموما لا يعتقدون بيوم القيامة ، والذين يعتقدون به منهم فإنهم ليس لديهم بالأمر الواضح في مغزاه ومرماه وفي تفاصيله. ولذا فإن اليهود يرون أن خسارتهم للدنيا لا يعوضها شيء ، فكانت الدنيا كل همهم ، وكانوا : (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) (١٠٠) مهما كانت تافهة وحقيرة.
ثم جاءت تعاليمهم لتزيد من غرورهم ، ومن إحساسهم بفرديتهم التي عبّر عنها القرآن بقوله : (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) (١٠١). فزاد ذلك من حبهم للدنيا ، وزاد من كرههم لأهل الإيمان ؛ لأنهم هم الذين تخلوا عن خصوصياتهم الفردية ليذوبوا في المجتمع ، وليكونوا قوة حقيقية يخشاها اليهود أشد الخشية ، ولذلك عادوها أشد العداء حتى أكثر من عداء المشركين. ولذلك ذكرهم الله قبل أن يذكر المشركين : اليهود والذين أشركوا.
__________________
(٩٩) سورة المائدة ، الآية ٨٢.
(١٠٠) سورة البقرة ، الآية ٩٦.
(١٠١) سورة الحشر ، الآية ١٤.