عليه الدائمة والثابتة ، وهي ألوهية وربوبية ثابتة ، ورعاية دائمة ، وفيض مستمر ، يكون به قوام الوجود واستمراره. وهذا ما يفسر عمق هذا المالكية وثباتها ودوامها ورسوخها ، ويشير إلى حقيقتها وكنهها.
وهو أيضا يجعلنا نفهم بعمق حقيقة : أنه تعالى مصدر كل المالكيات الأخرى. فهو يعطيها ، وهو يلغيها ، متى شاء وكيف شاء. قال تعالى : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (١٠٢).
وقال سبحانه : (مالِكَ الْمُلْكِ ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) (١٠٣).
وقال جل شأنه : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (١٠٤).
وقال تعالى : (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) (١٠٥).
نعم ، إن كل المالكيات الأخرى تزول وتتلاشى ، حتى ملكيتنا ليدنا ولسائر جوارحنا. فلا يملك أحد لأحد ضرا ولا
__________________
(١٠٢) سورة غافر ، الآية ١٦.
(١٠٣) سورة آل عمران ، الآية ٢٦.
(١٠٤) سورة الانفطار ، الآية ١٩.
(١٠٥) سورة يونس ، الآية ٣١.