(ولا يجب أن يشتمل الزمان على ليل ونهار) وقد تكون القطعة طويلة وقصيرة. قال تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (١٠٨). وقال : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (١٠٩).
واليوم الذي فيه الليل والنهار هو اليوم الدنيوي. بل إننا حتى في اليوم الدنيوي نجد أماكن يكون فيها الليل بمقدار ستة أشهر. بل قد يقال : إن بعض الأماكن لا تغيب عنها الشمس أبدا ، أو تغيب عنها بمقدار ساعة واحدة مثلا. فإذا أراد سكان تلك البلاد أن يمارسوا عباداتهم من صوم وصلاة مثلا ، فإن عليهم أن يراقبوا حالة أقرب البلاد إليهم ويعملوا على هذا الأساس.
ومن جهة أخرى فإن لغة القرآن هي العربية ، وهي اللغة التي وضع الناس مفرداتها للدلالة على أمور حسية في بداية الأمر ، ثم وضعوا ألفاظا للدلالة على المعاني القريبة من الحس. وهي التي يتلمسون آثارها ، ويحسون بها. ثم بدأوا يتوسعون في استعمالاتهم لها إلى ما هو أبعد وأدق ، وذلك بواسطة المجازات والكنايات والجري والانطباق ، والاستعارات ، وبواسطة تركيب الألفاظ بطريقة معينة ، لتدل على المعاني المطلوبة. فاستعمال كلمة يوم في
__________________
(١٠٨) سورة المعارج ، الآية ٤.
(١٠٩) سورة الحج ، الآية ٤٧.