ومن الواضح : أنه إذا كان الله سبحانه هو وحده مصدر كل خير وعطاء وقوة ووالخ .. فإنه يكون وحده المستحق للعبادة ولا تصح الاستعانة بغيره أبدا.
وإذا كان الله هو مصدر كل خير وعطاء وقوة فلا يملك الإنسان قوة ولا أي شيء ذاتي في نفسه خارج نطاق العطاء الإلهي فلماذا يكون ثمة عجب بالنفس فالتوحيد الخالص يمنع العجب كما أنه إذا لم يكن أحد غير الله يملك ضرا أو نفعا فلماذا الرياء فالتوحيد الخالص ينفي الرياء أيضا.
إنه يريد الحضور والمشاهدة والخطاب ، الذي تتشارك فيه العين في نظرتها ، مع اليد في إشارتها ، مع اللفظ في دلالته ، مع السمع في تلقيه ، مع القلب في وعيه ، مع سائر الحواس والمشاعر ، واللمحات والخواطر. وذلك إمعانا في تحقيق التعيين ، ونفي أي توهم للمشاركة ، وإبعاد أي شبح للإبهام أو للإيهام ، فيما يراد إثباته من تخصيص العبادة له وبه تعالى ، وفيما يراد طلبه منه من الاستعانة والهداية.
ثم إنّ تمحض الخطاب له تعالى ، ومعه ، وإبعاد شبح أي إيهام أو إبهام أو مشاركة من شأنه أن يوحي لنا بالتحرر من أية رابطة مع غير الله سبحانه. ليتحقق الخلوص في عبادته ، وفي الاستعانة به سبحانه.