الإنسان من التحرك بصورة سليمة وقويمة باتجاه ذلك الهدف حتى بلوغه.
وهذا كما لو اشتريت جهاز كمبيوتر مثلا ، فإن تشغيله بصورة عشوائية لن يحقق الأهداف المتوخاة منه. فلا بد من التماس طريقة التشغيل وتعليماته من نفس صانع ذلك الجهاز ، ثم الالتزام الدقيق بها لتحصل على ما يراد الحصول عليه منه.
والإنسان أيضا قد زوّده الله بأجهزة تتناسب وتتناغم مع كل ما أودعه الله من أسرار في هذا الكون الذي يريد من خلال التعامل معه أن يصل إلى الله سبحانه ويبلغ رضوانه ويسعد بإنسانيته ـ لا بالمال ولا بالمنصب ، ولا بالجمال أو الشكل ، ولا بغير ذلك ـ وينطلق ليحيا الحياة الحقيقية بعمق ، وبكل ما يملك من طاقات ـ كما أشار إليه تعالى حين قال : (إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (١١٤).
وأي استعمال لهذه الأجهزة بغير الطريقة المرسومة لن ينجح في تحقيق هذا التناغم فيما بينها وبين سائر نواميس الطبيعة ، فيكون الخلل ، ويكون الخسران.
إذن ، فلا بد من الطاعة الدقيقة والشاملة لأوامره تعالى. وهو المراد بالعبادة. ولا يمكن السماح بأصغر مخالفة للتعليمات
__________________
(١١٤) سورة العنكبوت ، الآية ٦٤.