هناك فرق بين الاستعانة وبين العبادة ، والمحرم هو عبادة غير الله لا الاستعانة به ، فيحرم عبادة غير الله لأي سبب كان وبأي طريقة كانت. وكما يحرم السجود له كذلك يحرم التمسح به تمسح عبادة.
وكما يحرم السجود له بعنوان كونه ربا وإلها وخالقا. كذلك يحرم السجود له بعنوان أنه يقربه إلى الله زلفى.
أما الاستعانة ، فهي لا تلازم الاعتقاد بوجود مؤثر غير الله على حد التأثير الإلهي أو الربوبي. بل الاستعانة بالنبي أو الولي ، إنما هي من أجل أننا لا نرى في أنفسنا أهلية الوقوف بين يدي الله والطلب منه بسبب ما اقترفناه ، فنطلب من هذا النبي والولي أن يتولى هو طلب حاجاتنا منه تعالى. فإذا شفي المريض فالله ـ والحالة هذه ـ هو الذي شفاه ، وإذا قضيت الحاجة فإن الله هو الذي قضاها. وهذا ليس من الشرك في شيء ، بل هو عين الإخلاص والمعرفة والتوحيد.
كما أننا حين يعين بعضنا بعضا فليس ذلك بقدرة ذاتية ، بل بالقدرة التي أعطانا إياها الله ، ومن المال الذي رزقناه الله ، إلى آخر ما هنالك.
وهذا من الأمور البديهية التي يدركها حتى الأغبياء ، فضلا عن الأذكياء والعلماء.