ونقول :
إن هذا البيان غير مقبول.
أولا : لأنه كلام غائم ، ولا سيما فيما يرتبط بقدرات العقل على الإدراك ، وحدوده ومجالاته.
ثانيا : إن الهداية على تفسيرهم هذا تنتهي بمجرد تعليم الشريعة ، فإذا عرفت أحكامها فلا حاجة لقوله اهدنا كل يوم عشر مرات أو أكثر ، لأن أمور الشريعة والدين محددة ولا زيادة فيها ، والزيادة إنما هي فيما هو خارج عنها.
ثالثا : قد ذكرنا فيما تقدم : أن الهداية ليست مجرد تلقين ودلالة ، ثم تقبل أو لا تقبل ، على حد قوله تعالى : (هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) ، (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً). بل الهداية إلى النجدين هي إحدى مراتبها.
وتوضيح ذلك :
هذه الهداية ليست هي ـ كما يقول بعضهم ـ التوفيق الإلهي. ليردّ عليه بعض آخر : بأن الهدايات التوفيقية خاصة بالأنبياء (١٣١).
__________________
(١٣١) هذا إذا أريد بالتوفيق الإلهي ، الوحي. أما لو الأعم منه ، فلا يختص التوفيق بالأنبياء حسبما أوضحناه.