فإذا تحدث عن صراط وطريق ، علم أن للطريق نهاية ، وللصراط غاية. وعلى الإنسان أن يتساءل عنها ، ويبحث ويستدل. فإذا عرف أنها رضا الله سبحانه. فإنه سوف لن يتساهل في جعلها نصب عينيه في كل موقف ، وحركة وسلوك.
أما كلمة : (الإسلام) أو (الأئمة) أو (علي) فهي لا تدل على ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بل لا بد من التماس البيان من جهات أخرى ، وقد لا يخطر على البال طلب بيان من هذا القبيل.
ثانيا : إن الله سبحانه أراد أن يشير إلى القيمة السامية لأحكام الإسلام ، فإذا شعر الإنسان بأن الإسلام هو الصراط المستقيم ، الموصل إلى الله سبحانه ، فإن الشعور يعطي المضمون الإسلامي في مجال الممارسة قيمة روحية وإيمانية. ويدفع إلى المزيد من الارتباط الروحي والمعنوي بالإسلام ، وإلى المزيد من الإخلاص ، والتقدير ، والتقديس.
إذن ، فلا مجال لأن تكون صلاة هذا الإنسان كنقر الغراب ، ولا لأن تكون عباداته مجرد طقوس ، وحركات خاوية. بل عليه أن يدرك أن الإسلام ، والإمام ، والأئمة ليسوا هم الهدف المقصود لذاته. وإنما هم وسائل ووسائط عليه أن يستفيد منهم للدلالة والهداية ، والمعونة في الوصول إلى الهدف والحصول عليه.