ولأجل ذلك يكون الشهداء سعداء ، والأنبياء والصالحون والأولياء سعداء ، وفي نعمة حقيقية. هم في نعمة وفي سعادة حتى وهم يتألمون ويواجهون المحن ، والبلايا ، ويستشهدون. وتأكل السيوف أجسادهم.
وهذا ما يفسر لنا : قول مسلم بن عوسجة ، أو سعيد بن عبد الله الحنفي للإمام الحسين عليهالسلام في كربلاء : لو علمت أني أقتل فيك ثم أحيا ، ثم أحرق حيا ، ثم أذرى ، يفعل بي ذلك سبعين مرة ، ما فارقتك ، حتى ألقى حمامي دونك (١٤٢).
وقال علي عليهالسلام : والله ، لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه (١٤٣).
وحين ضرب عليهالسلام بسيف ابن ملجم لعنه الله قال : فزت ورب الكعبة (١٤٤).
__________________
(١٤٢) نفس المهموم ص ٢٠٦ ط سنة ١٤١٢ ه دار المحجة البيضاء واللهوف ص ٣٩. ومقتل الحسين للمقرم ص ٢٥٦ عن الإرشاد للمفيد وعن تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٣٩.
(١٤٣) نهج البلاغة ـ بشرح عبده ـ ج ١ ص ٤١ ط دار المعرفة ـ بيروت.
(١٤٤) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج ٣ ص ٣٠٣. ومقتل أمير المؤمنين عليهالسلام لابن أبي الدنيا مطبوع في مجلة تراثنا سنة ٣ عدد ٣ صفحة ٩٦. وينابيع المودة ص ٦٥.