فيها. فهل تتجسد بالمال ، أو بالسلطة ، أو بالجاه ، أو بالمنصب ، أو بالقوة الجسدية ، أو بالجمال ، أو بالعرق ، أو ..
فقد يشعرك المال بالطمأنينة ، والسعادة ، والراحة النفسية ، ولكنها طمأنينة ، وراحة وسعادة تبقى محدودة بحدود ، ومقيدة بقيود لا تتجاوز قيمة المال نفسه. فإذا مرضت فقد تستفيد من مالك لدخول أرقى المستشفيات ، واستخدام أحدث الأجهزة ، والاستفادة من خبرات أمهر الأطباء ، وو .. ولكن هل هذا هو كل شيء. وهل حصلت على الطمأنينة وعلى السعادة بأعلى مراتبها؟ وهل زال هاجس الخوف على حياتك بصورة نهائية؟
إن المال يماشيك ويصل معك إلى حد معين ، ثم يقف عنده ، وكذلك الجاه ، والسلطة وو .. وبعد ذلك ـ وهذه هي المرحلة الأخطر والأهم ـ لا بد أن تبحث من جديد عن السعادة والطمأنينة الحقيقية في غير ذلك كله ، لتجدها متمثلة في رضي الله سبحانه ، وفي الإيمان والسكون بذكره كما قال تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) (١٤٠) وقال سبحانه : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (١٤١).
__________________
(١٤٠) سورة الفجر ، الآيتان ٢٨ و ٢٩.
(١٤١) سورة الرعد ، الآية ٢٨.