ومع هذا ، فكيف نفسر قوله تعالى :
(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) (١٣٩)؟.
حيث عد سبحانه الشهداء أيضا في جملة من أنعم عليه ، مع أنهم يواجهون الحتوف ، بشفار السيوف ، مع ما يصاحب ذلك من آلام ومشقات وأهوال ، ومحن.
هذا بالإضافة إلى الأنبياء الذين يواجهون المصائب والبلايد ، والعظائم والرزايا.
وخلاصة الأمر : إن هذا ـ وفق تصورهم ـ لا يتناسب مع نسبة النعمة لهم ، بل ذلك نقمة ، لأنه ليس إحسانا وتكريما إلهيا. فكان المناسب أن يقول : صراط الذين أتعبتهم وأشقيتهم بالمصائب في سبيل هذا الدين.
ونقول في الجواب :
صحيح أن النعمة هي الشيء الحاصل للإنسان على سبيل الإفضال والتكريم منه تعالى. ولكن المهم هو أن ندرك نحن هذه النعمة ، ونعرف كيف نتلمسها ، وما هي المفردات التي تتجسد
__________________
(١٣٩) سورة النساء ، الآية ٦٩.