إن نبينا محمدا (ص) كان في الأصل على شريعة إبراهيم عليهالسلام قال تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ : أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ، وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٤٨).
وقد كان موسى وعيسى على شريعة إبراهيم أيضا ، وقد أرسلهما الله سبحانه إلى بني إسرائيل. وقد كان هناك شريعتان فقط : هما شريعة إبراهيم عليهالسلام ، وشريعة نبينا محمد (ص). بل إن شريعتهما أيضا واحدة وقد قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) (١٤٩) ولذلك نصلي على نبينا وآله وعلى إبراهيم وآل إبراهيم في سياق واحد ، ولعل ذلك للإلماح إلى هذا الأمر.
وكون موسى وعيسى وغيرهما من أولياء العزم لا يلزم منه أن يكون لهما شرائع مستقلة. لأن المقصود بكون النبي من أولي العزم ، هو أنه يملك طاقة وقدرة يستطيع معها مواجهة التحديات الكبرى ، حتى ليواجه عليهالسلام فرعون الذي كان يدعي الربوبية ، ويواجه بني إسرائيل وهم قتلة الأنبياء ، وأصعب الناس انقيادا لنبي.
__________________
(١٤٨) سورة النحل ، الآية ١٢٣.
(١٤٩) سورة الحج ، الآية ٧٨.