أما البكري ، فقد تكلم عن بعض علوم البسملة في سنين بكرة كل يوم في الأشهر الثلاثة منها. وقال في بعض مجالسه : لو أردت التكلم على ذلك العمر كله لم يف ، أو كما قال (٢١).
بل إن البكري قد تكلم في نقطة البسملة في ألفي مجلس ومائتي مجلس (٢٢).
ونقول :
حدث العاقل بما لا يليق له ، فإن لاق له فلا عقل له :
ونحن لا ندري كيف لم تظهر فرق ومذاهب من الغلاة في البكري يقدسونه ، بل ويؤلهونه ، كما غلا بعض الناس في علي عليهالسلام حتى ألهوه؟!!
ولا ندري أيضا كيف ضاعت تلك العلوم التي نشرها البكري في محاضراته تلك؟! وكيف لم يحفظها تلاميذه وينشروها في سائر الأقطار والأمصار ، ليستفيد منها الناس ، في أمور معاشهم ومعادهم؟!!
وليت الناس قد نقلوا لنا ولو أسماء وهمية للعلوم التي استنبطها أبوبكر ابن العربي من القرآن. وتلك هي مؤلفات هذا الرجل متداولة بين الناس ، ولا نجد فيها أي رائحة لهذه العلوم. بل
__________________
(٢١) المصدر السابق.
(٢٢) التراتيب الادارية ج ٢ ص ١٨٤.