إن هذا الوصف يمتد إلى الآخرة أيضا ، ليكون المؤمن مرحوما فيها. وليناسب ذلك معنى الثبات والدوام فيها.
ولأجل ما تقدم نجدهم يقولون : رحمان الدنيا ورحيم الآخرة.
ونحن بدورنا نقول :
إن ما ذكروه مشكوك فيه ، بل الله سبحانه رحمان في الدنيا والآخرة ، ورحيم فيهما معا أيضا. وقد ورد في الحديث الشريف : " رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما" (٣٩) وقال تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٤٠) وقال سبحانه : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) (٤١) واستعملت" الرحيم" للحديث عن رحمته تعالى في الدنيا ، قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٤٢).
وهذا هو السر في التركيز على هاتين الصفتين في أعظم آية في القرآن الكريم ، وذلك لأن كلمة رحمان تساوي كلمة غضبان
__________________
(٣٩) امالي الشيخ الطوسي ص ٥٢٣ ط سنة ١٤٠١ ه مؤسسة الوفاء ـ بيروت.
(٤٠) سورة مريم الآية ٨٥.
(٤١) سورة الفرقان الآية ٢٦.
(٤٢) سورة النساء الآية ٢٩.