كما أنها حين جعلت إلى جانب الصفة المشبهة ، مثل كلمة عزيز ، فإنها قد استعملت صفة مشبهة يقصد بها تمامية الصفة في موصوفها على سبيل الثبات والدوام ، من دون إلماح إلى معنى الحدوث. فهي إلى جانب الصفة المشبهة تكون صفة مشبهة مثل كريم ، وسقيم ، وحكيم ، وإلى جانب صيغة المبالغة تكون مثلها صيغة مبالغة تدل على الامتلاء بالرحمة ، ويلزم من ذلك كثرة صدورها منه تعالى لمن يستحقها. أو لعلها هي بنفسها أيضا من صيغ المبالغة أيضا كما ذكره الطبرسي وغيره.
ولا نستبعد أنه تعالى قد جاء بكلمة" رحيم" التي هي صيغة مبالغة على شكل الصفة المشبهة ليفيد المعنيين معا. أي ليفيد المبالغة وتمامية الصفة في موصوفها لأنها على شكل صيغ المبالغة ، وليفيد الدوام والثبات لأنها على شكل الصفة المشبهة.
وقد اتضح مما تقدم : أن ما قالوه من أنه تعالى : رحمان في الدنيا رحيم في الآخرة ، لأن الكافر لا يستحق ثبات ودوام الرحمة لتصل إلى الآخرة. فتكون كلمة رحيم خاصة بالمؤمن. وكلمة رحمن تشمل المؤمن والكافر.
هذا القول غير دقيق : بل هو استنبطوه من شؤون العقيدة ، لا من الدلالات اللغوية لهاتين الكلمتين ، فقيدوا المعنى اللغوي بالدليل العقائدي.