والقيومية ، الخ .. فانتزعنا من هذه الأفعال الاختيارية صفات جمال وأضفناها إلى ذاته المقدسة : كالخالق والشافي والعالم ، والقادر الخ .. فالحمد إذن ينتهي إليه. قال تعالى : (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٦٤).
فإذا سبحت الله بالحمد فإنك لم تنف النقص بالقول وحسب ، بل جئت بما يدل على انتفاء ذلك النقص عمليا. لأن حمدك هذا يدل على صدور فعل اختياري عنه تعالى قد تجسد في الخارج ، بل إن ذلك يدل على أزيد من نفي النقص ، وأزيد من الكمال.
وتوضيح ذلك : أنه قد يكون شخص مستجمعا لكل الصفات البشرية كالعينين والأذنين واليدين والرجلين والعقل الخ .. فهو إذن كامل لا نقص فيه. وقد يكون شخص فيه مما يزيد على هذا الكمال ، ككونه جميل الصورة ، أو أنه عالم. أو قوي ، أو كريم ، أو نحو ذلك.
والأمر بالنسبة للذات الإلهية من هذا القبيل ، فإن نفي النقص يستبطن إثبات الكمال ، وهذا مرتبة أولى ، ثم يكون إثبات صفات زائدة على الكمال مرتبة ثانية ، فإذا حمدته تعالى فإنك تكون أثبت له الكمال بنزاهته عن النقص بالدليل وتكون أيضا
__________________
(٦٤) سورة القصص ، الآية ٧٠.