وبما حققناه يوفق بين جزئية المعنى الحرفي بل الاسمي ، والصدق على الكثيرين ، وإن الجزئية باعتبار تقيد المعنى باللحاظ في موارد الاستعمالات آليا أو استقلاليا ، والكلية بلحاظ نفس المعنى ، ومنه ظهر عدم اختصاص الاشكال والدفع بالحرف ، بل يعم غيره ، فتأمل في المقام فإنه دقيق ومزال الاقدام للاعلام ، وقد سبق في بعض الامور بعض الكلام (١) ، والاعادة مع ذلك لما فيها من الفائدة والافادة ،
______________________________________________________
يكون معاني المتعلقات غير منطبقة على الجزئيات الخارجية الى آخره» وهذه العبارة تحتمل معنيين :
الاول : ان السير ، والبصرة ، والكوفة لأنها متعلقات للمعنى الحرفي الذهني ومتعلق الامر الذهني لا يكون الّا ذهنيا فالسير ، والبصرة ، والكوفة ايضا لا تنطبق على السير والبصرة والكوفة الخارجيات.
الثاني : انه لا فرق بين المعنى الاسمي والحرفي في كون كل منهما ملحوظا في كل منهما يكون دخيلا في المعنى وعليه فالمعنى الاسمي المتقيد باللحاظ لا ينطبق على الخارج ، فالسير والبصرة والكوفة المحكيات باللفظ لا تنطبق على السير والبصرة والكوفة الخارجيات. وقد عرفت فيما تقدم : ان الموضوع له الحرف ليس هو الجزئي الخارجي ، ولا الجزئي الذهني ، وانما كان الوضع فيه خاصا ، لأن حقيقته التقوم بالطرفين وما كان كذلك لا يكون له كلي طبيعي له مصاديق ينطبق عليها ، فلا يمكن ان يكون الوضع فيه عاما والموضوع له عاما وان كلية المعنى الحرفي وجزئيته انما هي باعتبار طرفيه.
(١) حاصل هذا التوفيق : ان المعنى حيث يلاحظ بنفسه من دون تقيده باللحاظ فهو كلي في كل من المعنى الحرفي والاسمي ، وحيث يتقيد باللحاظ فهو جزئي في كليهما ايضا ، سواء كان الاستعمال آليا كما في الحرف ، او استقلاليا كما في الاسم فيحمل