وضع اللفظ له دون العام ، فيكون الاقسام ثلاثة. وذلك لأن العام يصلح لأن يكون آلة للحاظ افراده ومصاديقه بما هو كذلك ، فانه من وجوهها ، ومعرفة وجه الشيء معرفته بوجه ، بخلاف الخاص ، فانه بما هو خاص لا يكون وجها للعام ، ولا لسائر الافراد ، فلا يكون معرفته وتصوره معرفة له ولا لها أصلا ، ولو بوجه.
نعم ، ربما يوجب تصوره تصور العام بنفسه ، فيوضع له اللفظ ، فيكون الوضع عاما كما كان الموضوع له عاما. وهذا بخلاف ما في وضع العام والموضوع له الخاص ، فان الموضوع له ـ وهي الافراد ـ لا يكون متصورا الّا بوجهه وعنوانه ، وهو العام. وفرق واضح بين تصور الشيء بوجهه ، وتصوره بنفسه ، ولو كان بسبب تصور امر آخر (١).
______________________________________________________
(١) هذا تقسيم للوضع في مرحلة الامكان وسيأتي الكلام فيه في مرحلة الوقوع.
اما الكلام في المرحلة الاولى ، فهو أن الوضع في مرحلة التصور بدوا أربعة :
ـ الوضع العام والموضوع له العام
ـ والوضع العام والموضوع له الخاص
ـ والوضع الخاص والموضوع له الخاص
ـ والوضع الخاص والموضوع له العام
الّا ان هذا تصور بدوي ، وبعد التأمل يقضي البرهان محالية القسم الرابع. أما إمكان الاقسام الثلاثة فواضح ، لان الملحوظ للواضع إما ان يكون امرا عاما ، أو خاصا.
وعلى الاول ، فاما ان يضع الواضع اللفظ بازاء ذلك المعنى العام الذي تصوره فيحصل القسم الاول ، واما أن لا يكون غرضه من تصور هذا المعنى العام الوضع له بخصوصه ، بل انما لحظه ، لان الذي يريد الوضع له لا يمكن ان يتصوره ، فان غرض الواضع ان يدل اللفظ على معنونات ذلك العنوان العام ، وحيث ان المعنونات