[م / ٣١٠] وفي حديث المعلّى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلّا وله أصل في كتاب الله عزوجل. وأضاف : ولكن لا تبلغه عقول الرجال» (١) أي الرجال الأباعد!
[م / ٣١١] وقال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم» (٢).
أي تدبّروا فيه وأمنعوا النظر في معانيه ، ففيه شفاء لكل داء ، أمّا هو فلا يبادئكم بما فيه لو لا مراجعتكم له وإلحاح الطلب منه. ومن ثمّ قال الإمام عليهالسلام : «فلو سألتموني عنه لعلّمتكم» (٣).
[م / ٣١٢] وروى الكشّي بإسناده إلى محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمان ، أنّ بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له : يا أبا محمّد! ما أشدّك في الحديث ، وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا ، فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث؟
فقال يونس : حدّثني هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «لا تقبلوا علينا حديثا إلّا ما وافق القرآن والسّنّة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدّمة ، فإنّ المغيرة بن سعيد دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي. فاتّقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّا إذا حدّثنا قلنا : قال الله عزوجل وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال يونس : وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام متوافرين ، فسمعت منهم وأخذت كتبهم ، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله عليهالسلام وقال لي : «إنّ أبا الخطّاب كذب على أبي عبد الله عليهالسلام ، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسّون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام.
قال عليهالسلام : فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فإنّا إن تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة ، إنّا عن الله وعن رسوله نحدّث ، ولا نقول قال فلان وفلان ، فيتناقض كلامنا. إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا ، وكلام أوّلنا مصادق لكلام آخرنا. فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا : أنت أعلم وما جئت به ، فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نورا ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان» (٤).
__________________
(١) المصدر / ٦.
(٢) المصدر : ٦١ / ٧.
(٣) المصدر.
(٤) رجال الكشّي ٢ : ٤٨٩ ـ ٤٩٠ / ٤٠١.