التّفسير والتّأويل
(الظهر والبطن)
مصطلحان شرحناهما في مجال سابق (١) ، وبقي أن نذكر عنهما ما يخصّ موضوع الكتاب وليكون تكملة لما أسلفناه :
التفسير : مأخوذ من «فسر» بمعنى : أبان وكشف. واصطلحوا على أنّ التفسير هو : إزاحة الإبهام عن التعبير المشكل ، حيثما أبهم في إفادة المراد.
وكانت صياغته مزيدا فيه (من باب التفعيل) نظرا لمزيد العناية والمبالغة في محاولة كشف المعاني ، نظير الفرق بين كشف واكتشف ، ففي الثاني دلالة على زيادة محاولة وبذل جهد للحصول على المقصود ، فكان أخصّ من المجرّد الثلاثي ، بناء على أنّ زيادة المباني تدلّ على زيادة المعاني.
فالتفسير : محاولة لكشف المعنى وبذل الجهد لإزالة الخفاء عن وجه المشكل من الآيات. وبذلك تبيّن أنّ مورد التفسير ما إذا كان هناك إشكال (إبهام) في وجه الآية إمّا لفظيّا أو معنويّا ، وكان رفعه بحاجة إلى مزيد جهد وعناية ، يبذلها المفسّر بما أوتي من حول وقوّة.
__________________
(١) راجع : الجزء التاسع من كتابنا التمهيد.