[١ / ١٠٣] وكذلك روت امّ حصين (١) أنّها سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ في الصلاة : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وكذلك روت أمّ سلمة. وهكذا الزهري وجماعات رووا قراءة النبيّ بألف ، وكذا أعلام صحابته الكبار.
وأضاف : أنّ قراءة (مالِكِ) حسن قويّ في الرواية. في حين أنّه اختار القراءة بغير ألف استنادا إلى حجج وتعاليل من غير إسنادها إلى رواية عن النبيّ أو الأصحاب (٢).
والخلاصة : أنّ علماء الفنّ وأهل الدقّة في علم القراءات أسندوا القراءة بالألف إلى الرواية عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبار السلف مضافا إلى كونها قراءة العامّة جمهور المسلمين. أمّا القراءة بغير ألف فلم يسندوها إلى رواية ذات اعتبار ، سوى تعاليل وحجج ذكروها وراجت عند المتأخّرين.
وسيأتي أنّ الرواية الصحيحة عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام هي قراءة (مالِكِ) بالألف (٣).
وأمّا الرواية الاخرى فقد حملناها على الإمالة في القراءة ، فحسبها الراوي بإسقاط الألف رأسا.
فالصحيح الثابت هي قراءة (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.)
قراءة ملك يوم الدّين
[١ / ١٠٤] أخرج ابن أبي داوود السجستاني بإسناده إلى هشام بن يونس عن حفص بن غياث عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن امّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا قرأ قال : الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين يقطع قراءته. قال هشام : قلت لحفص : قرأ ملك يوم الدين فقال : هكذا قال ، يعني ابن جريج.
قال ابن أبي داوود : سمعت أبي يقول في هذا الحديث : إنّما هو الحديث في تقطيع القراءة والترسّل فيها ، وأمّا قوله «ملك» فيقال : إنّها قراءة ابن جريج ، لا أنّه رواها عن ابن أبي مليكة (٤).
__________________
(١) هي بنت إسحاق الأحمسيّة. شهدت حجّة الوداع مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورأت اسامة وبلالا أحدهما آخذا بزمام ناقته والآخر رافعا ثوبه يستره من الحرّ حتّى رمى جمرة العقبة. وحديثها في صحيح مسلم من طريق زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن الحصين. انظر : الإصابة ٤ : ٤٤٢ / ١٢١٨ ؛ تهذيب التهذيب ١٢ : ٤٦٣.
(٢) راجع : الكشف عن وجوه القراءات ١ : ٢٩ ـ ٣٠ ؛ والمحرّر الوجيز ١ : ٦٨.
(٣) سيأتى برقم ١ / ١١٤.
(٤) وسنذكر تشكيك الترمذي في صحّة نسبة قراءة «ملك» إلى النبيّ ، في حديث امّ سلمة.