آفات التفسير
هناك للتفسير آفات يجب التحذّر عنها ، سواء أكان من النمط الأثري (النقلي) أم النظري (الاجتهادي). الأمر الذي ينبغي التنبّه له ، أوّلا ، معرفة مواضع الآفة ، ثمّ المحاولة بشأن علاجها قبل التورّط فيها.
وأهمّ مواضع الآفة في التفسير الأثري ، هي وفور دواعي الدسّ والتزوير في روايات التفسير وكثرة الوضع والجعل لغايات ، منها الخبيثة ومنها عن حسن النيّة لفرط الجهل والغباء. فتلك روايات إسرائيليّة وأخرى مفتعلة على يد القصّاصين وأصحاب المكايد والدسائس المدبّرة ، قد ازدحمت بها كتب التفسير والحديث ، وكانت بليّة مفجعة كابدها علماء الإسلام النابهون.
كما أنّ من أهمّ الآفات في التفسير النظري ، هو جانب احتمال التفسير بالرأي في كثير من الأحيان حيث وفرة دواعي تحميل الرأي على القرآن أو الاستبداد بالرأي في تفسيره ، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، كما نصّ عليه الذكر الحكيم (١).
وقد شرحنا جوانب من مزلّات التفسير بكلا نوعيه ، عند الكلام عن التفسير والمفسّرين ، بتفصيل وتبيين ، وإليك موجزا عن ذلك.
__________________
(١) راجع : آل عمران ٣ : ٧.