البسملة
البسملة ، شعار الإسلام وشاخصته التي فاقت سائر الشعارات ، والرّابط الذي أحكم من أواصر هذه الأمّة بالمبدأ الأعلى ذي القوّة المكين. كما ونفرت منه أصحاب الشغب والشياطين ، حيث دوّخهم دويّها الرهيب ولم يطيقوا المقاومة تجاه هيبتها قرع الأسماع (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)(١).
[١ / ١٨٤] روى العيّاشي بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجهر ببسم الله الرحمان الرحيم ، ويرفع صوته بها ، فإذا سمعها المشركون ولّوا مدبرين. فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)(٢).
[١ / ١٨٥] وذكر القرطبي في تفسير هذه الآية : أنّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام قال : معناه : إذا قلت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(٣).
[١ / ١٨٦] أخرج أبو نعيم والدّيلمي عن عائشة قالت : لمّا نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ضجّت الجبال حتّى سمع أهل مكّة دويّها ، فقالوا : سحر محمّد الجبال. فبعث الله دخانا حتّى أطلّ على أهل مكّة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) موقنا ، سبّحت معه الجبال ، إلّا أنّه لا يسمع ذلك منها» (٤).
__________________
(١) الإسراء ١٧ : ٤٦.
(٢) العيّاشي ١ : ٣٤ / ٦.
(٣) القرطبي ١ : ٩٢ و ١٠ : ٢٧١.
(٤) الدرّ ١ : ٢٦.