[١ / ٥١٤] وقال الطبرسي : وقيل : (الدِّينِ) الحساب وهو المرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام (١).
[١ / ٥١٥] وروى الصدوق فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : («مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وإيجاب ملك الآخرة له كإيجاب ملك الدنيا» (٢).
[١ / ٥١٦] وروى الكليني بإسناده إلى الزهري قال : كان عليّ بن الحسين عليهالسلام إذا قرأ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يكرّرها حتّى يكاد أن يموت (٣).
تفسير (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
وهذا إلتفات من الغيبة إلى الخطاب ، استدعاه ذلك التمجيد والثناء الجميل ، كي يرى العبد نفسه حاضرا لدى مولاه الكريم ، فيشافهه بالخطاب ويصارحه بالكلام من غير حجاب. ومن ثمّ أبدى إخلاصه لديه في العبادة والطاعة ، وبالاستعانة به في مهامّ الأمور.
[١ / ٥١٧] وفي تفسير الإمام : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قال الله عزوجل : قولوا :
(إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) على طاعتك وعبادتك ، وعلى دفع شرور أعدائك وردّ مكائدهم ، والمقام على ما أمرت به» (٤).
[١ / ٥١٨] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) يعني إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو ربّنا لا غيرك (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) على طاعتك وعلى أمورنا كلّها (٥).
[١ / ٥١٩] وأخرج أبو القاسم البغوي والماوردي معا في معرفة الصحابة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزو ، فلقي العدوّ فسمعته يقول : يا (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال : فلقد رأيت الرجال تصرع ، تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ١ : ٦٠ ؛ القميّ ١ : ٢٨. قال : والدليل على ذلك قوله : وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ يعني يوم الحساب ؛ التبيان ١ : ٣٦.
(٢) الفقيه ١ : ٣١٠ / ٩٢٦ ؛ البحار ٨٢ : ٥٤ / ٤٦.
(٣) الكافي ٢ : ٦٠٢ / ١٣ ؛ العيّاشي ١ : ٣٧ / ٢٣ ؛ البحار ٨٢ : ٢٣ / ١٢.
(٤) تفسير الإمام : ٤١ / ١٨.
(٥) الدرّ ١ : ٣٧ ؛ الطبري ١ : ١٠٣ ـ ١٠٤ / ١٤٤ و ١٤٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٩ / ٢٧ و ٣٠ ؛ ابن كثير ١ : ٢٨. وفيه : «وقال الضحاك عن ابن عبّاس «إيّاك نعبد» يعني إيّاك نوحّد ونخاف ونرجوك يا ربّنا لا غيرك ... الحديث».
(٦) الدرّ ١ : ٣٨ ؛ الأوسط ٨ : ١٢٣ ؛ الدلائل : ٤٥٩ / ٣٨٦ ، فصل ٢٤ ؛ مجمع الزوائد ٥ : ٣٢٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٨٣.