عليه. وعصا موسى : حجّته التي تلقّفت شبه السّحرة. وانفلاق البحر : إفتراق علم موسى عليهالسلام فيهم. والبحر : هو العالم. وتظليل الغمام : نصب موسى الإمام لإرشادهم. والمنّ : علم نزل من السماء. والسلوى : داع من الدعاة. والجراد والقمّل والضفادع : سؤالات موسى وإلزاماته التي تسلّطت عليهم. وتسبيح الجبال : رجال شداد في الدّين. والجنّ الذين ملكهم سليمان : باطنيّة ذلك الزمان. والشياطين : هم الظاهريّة الذين كلّفوا الأعمال الشاقّة. إلى سائر ما نقل من خباطهم الذي هو عين الخبال وضحكة السامع.
تأويلات قد تحتمل القبول
ثمّ عرّج الشاطبي على ذكر تأويلات من السلف ومن بعض أهل العلم قد تحتمل القبول ، قال : وقد وقعت في القرآن تفاسير مشكلة يمكن أن تكون من التأويل الباطل أو من قبيل الباطن الصحيح. وهي منسوبة لأناس من أهل العلم ، وربّما نسب منها إلى السلف الصالح. فمن ذلك :
فواتح السور ، نحو (الم) و (المص) و (حم) ونحوها فسّرت بأشياء ، منها ما يظهر جريانه على مفهوم صحيح ، ومنها ما ليس كذلك.
فينقلون عن ابن عبّاس أنّ (الم) : أنّ «ألف» : الله. و «لام» : جبريل. و «ميم» : محمّد. وهذا إن صحّ في النقل فمشكل ؛ لأنّ هذا النمط من التصرّف لم يثبت في كلام العرب هكذا مطلقا ، وإنّما أتي مثله إذا دلّ عليه دليل لفظيّ أو حاليّ ؛ كما قال الراجز :
قلت لها : قفي قالت : قاف |
|
لا تحسبي أنّا نسينا الإيجاف |
أرادت بقولها : قاف ، وقفت. وقال آخر :
نادوهم ألا الجموا ألا تا |
|
قالوا جميعا كلّهم : ألا فا |
أراد ألا تركبون ، قالوا : ألا فاركبوا.
وقال زهير :
بالخير خيرا «ت» وإن شرّا «فا» |
|
ولا أريد الشرّ إلّا أن «تا» |
أراد بالتاء : تشاء. وبالفاء : فاء الجزاء. أي وإن شرّا فشرّ ، إلا أن تشاء (١).
__________________
(١) راجع : القرطبي ١ : ١٥٥ ـ ١٥٦.