النقل ، حتّى لا يتقوّل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لم يقل (١).
قلت : لا شكّ أنّ إسناد حديث إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل الإيقان بصحّة الإسناد إليه ، قد يعدّ افتراء عليه ـ والعياذ بالله ـ
[م / ١٠٦] وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع» (٢).
الكذّابون على الأئمّة
وكما كان كذّابون يكذبون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كذلك كان كذّابون يكذبون على الأئمّة من عترته الطاهرة :
[م / ١٠٧] روى الكشّي بإسناده إلى ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّا أهل بيت صادقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصدق البريّة لهجة ، وكان مسيلمة يكذب عليه. وكان أمير المؤمنين عليهالسلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفترى عليه من الكذب ، عبد الله بن سبا».
ثمّ ذكر أبو عبد الله عليهالسلام الحارث الشامي (٣) وبنانا (٤) كانا يكذبان على عليّ بن الحسين عليهالسلام.
__________________
(١) كتاب المجروحين ١ : ٦٢ ـ ٨٨.
(٢) معاني الأخبار : ١٥٨ ـ ١٥٩ / ١ ؛ البحار ٢ : ١٥٩ / ٥.
(٣) هو : الحارث بن سعيد من أهل دمشق ، كان ظاهر التنسّك والتخشّع واعتلا بنفسه وأغواه الشيطان ، فكان يزعم أنّه يأتيه الوحي ويأتي بالمعجزات وكان يجئ إلى أهل المسجد فيريهم الأعاجيب ، وبلغ خبره عبد الملك فطلبه فهرب إلى بيت المقدس واختفى فيه ، فلم يزالوا يطلبونه إلى أن قبض عليه وأمر عبد الملك بصلبه ثمّ أمر بطعنه حتّى مات. ذكره ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة (٦٩). (لسان الميزان ٢ : ١٥١ / ٦٦٩).
(٤) والصحيح : بيان بن سعيد التبّان النهدي من بني تميم. ادّعى أنّه قد حلّ في عليّ عليهالسلام جزء إلهي. وكان يتأوّل الآية (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (الزخرف ٤٣ : ٨٤) بأنّ إله السماء غير إله الأرض وأنّه أعظم منه. قال الذهبي : إنّ بيانا قال بإلهيّة عليّ عليهالسلام وأنّ فيه جزءا إلهيّا متّحدا بناسوته. ثمّ من بعده في ابنه محمّد بن الحنفيّة ثمّ في أبي هاشم ابنه ، ثمّ من بعده في نفسه. وقال النوبختي : كان بيان ادّعى أنّ أبا محمّد علي بن الحسين أوصى إليه.
وهكذا روي عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : كان بيان يكذب على أبي وقال الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : ما أحد اجترأ أن يتعمّد الكذب علينا إلّا أذاقه الله حرّ الحديد ، وأنّ بيانا كذب على عليّ بن الحسين ، فأذاقه الله حرّ الحديد. أخذه خالد القسري وصلبه ثمّ أحرقه بالنار هو وأصحابه وهم خمسة عشر رجلا. (قاموس الرجال ٢ : ٤٠٠ ـ ٤٠٥ / ١٢٠٦).
وهكذا جاء في رواية السبعة : بيان ، بالياء. (رجال الكشّي ٢ : ٥٧٧ / ٥١١).