والأغرب أنّ جلال الدّين السيوطي أخرج في الدرّ المنثور أحاديث نسبها إلى إخراج ابن أبي داوود ، وفيها :
[١ / ١٠٨] أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأ : ملك يوم الدّين! (١) ... وهي بعينها التي أخرجناها من كتاب المصاحف وكلّها : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.) ولعلّ النسخة التي كانت بيد السيوطي كانت مشوّهة! ودليلا على التشويش في نقل السيوطي :
[١ / ١٠٩] أنّه أخرج عنه عن أنس ، قال : صلّيت خلف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، كلّهم كان يقرأ : ملك يوم الدّين (٢).
[١ / ١١٠] في حين أنّ المتّقي الهندي أخرجه عنه بنفس الإسناد ، وفيه : كلّهم كان يقرأ : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٣). وهو الصحيح المطابق لنصّ ابن أبي داوود (٤).
***
نعم [١ / ١١١] جاء في حديث عائشة أنّها وصفت خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للاستسقاء وقال في دعائه : الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين ...».
قال أبو داوود : وهذا حديث غريب ، إسناده جيّد. أهل المدينة يقرأون : «ملك يوم الدّين». وإنّ هذا الحديث حجّة لهم (٥).
لكن الكلام فيه كالكلام في حديث امّ سلمة ، كان وجه الكلام إلى بيان فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين خروجه لصلاة الاستسقاء ، غير أنّ الراوي قرأ الآية حسب معهوده الخاصّ من غير التفات إلى إرادة إسناد هذه القراءة بالذات إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هذا ... ولعلّ سهوا وقع في رواية أبي داوود!
[١ / ١١٢] فقد أخرج الحاكم هذا الحديث بنفس الإسناد ، وفيه : «ثمّ قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ...)» بالألف. قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (٦).
وأخرجه البيهقي من طريق الحاكم ، لكنّه أثبت النصّ وفق ما أخرجه أبو داوود في كتاب
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٦.
(٢) المصدر.
(٣) كنز العمّال ٢ : ٦٠٩ / ٤٨٧٦.
(٤) راجع : المصاحف : ٩٣.
(٥) أبو داوود ١ : ٢٦١ / ١١٧٣.
(٦) الحاكم ١ : ٣٢٨.