لأنّه على يقين من وضوئه في السابق ، وبعد إهمال تقييد (٢١١١)
______________________________________________________
فأقيمت العلّة مقام الجزاء ، لعدم استقامة جعل قوله : «فإنّه على يقين من وضوئه» جواب الشرط ، لأنّ الجزاء لا بدّ أن يرتبط بشرطه ، بمعنى ترتّبه على وجود الشرط ، لكون الشرط علّة له وهنا ليس كذلك ، لأنّ عدم مجيء أمر بيّن من جانبه ليس علّة لحصول اليقين بالوضوء. اللهمّ إلّا أن يجعل قوله : «فإنّه على يقين من وضوئه» جملة خبريّة في معنى الإنشاء ، والمعنى : فليأخذ بيقين من وضوئه. وهو تكلّف مستغنى عنه. ومن أمثلة إقامة العلّة مقام الجزاء ـ مضافا إلى ما أشار إليه المصنّف رحمهالله ـ قوله سبحانه : (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ). وقوله عزوجل : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ). وقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ). وقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ). وقوله تعالى : (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وقوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ) إلى غير ذلك. ومع شيوع هذا الاستعمال يظهر ضعف تجشّم تكلّف جعل العلّة في الصحيحة جزاء ، غاية الظهور.
٢١١١. لعدم مدخليّة المحلّ في العلّة ، فكما أنّ الطبيب إذا قال للمريض : لا تأكل الرمّان لحموضته ، فالعلّة هي نفس الحموضة من دون مدخليّة التقييد بالرمّان ، كذلك التقييد بالوضوء فيما نحن فيه.
ثمّ إنّ الاستدلال ـ كما صرّح به المصنّف رحمهالله ـ مبنيّ على تحقيق كون اللام في اليقين والشكّ في قوله عليهالسلام : «لا ينقض اليقين بالشكّ» للجنس أو العهد ، فتقول : إنّ لفظة «لا» في هذه الفقرة تحتمل النفي والنهي ، واللام في الموضعين ظاهر في الجنس ، فمن توجّه النفي أو النهي إلى الجنس يثبت العموم ، لكون الجنس المنفيّ مفيدا له ، بل هو أصرح من النكرة المنفيّة ، مثل : ليس في الدار رجل ، لاحتمال كون المنفيّ فيه الوحدة المعيّنة في مقابل إثبات التثنية والجمع ، ولذا يصحّ في