وأي دليل دلّ على أنّه مات ؟ ومن نصّ على ذلك من المحقّقين ؟ وفي أي كتاب يوجد موته ؟ ما أقواك على الكذب ؟ ! أقصى ما قيل : إنّ الإمام البخاري سئل عن الخضر و إلياس هما في الأحياء ؟ فقال : كيف يكون هذا وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « لا يبقى على رأس مائة سنة ممّن هو على ظهر الأرض أحد » (١) ، وهذا اجتهاد وحدس من الإمام البخاري في شمول قول النبيّ صلىاللهعليهوآله للخضر ، وللخصم منع الشمول لمثل الخضر بن قابيل ، ولم لا يشمل الدجّال والشيطان ، فإنّهما ممّن على ظهر الأرض كلاًّ ، و إنّما أراد صلىاللهعليهوآله ما فهمه العلماء من انخرام القرن كما نصّ عليه السيوطي في الخصائص الكبرى ، وقد تقدّم نقل لفظه (٢) .
وقد قال الشيخ أبو الفتح في كنز الفوائد وقد طبع في هذا الأوان قال في صفحة ٢٤٤ ما لفظه بحروفه : وقد أجمع المسلمون على بقاء الخضر عليهالسلام من قبل زمان موسى عليهالسلام إلى الآن ، وأنّ حياته متّصلة إلى آخر الزمان ، وما أجمع عليه المسلمون فلا سبيل إلى دفعه بحال من الأحوال (٣) ، انتهى .
ثالثاً : ما تقول في عيسى بن مريم والدجّال ؟ فإنّ الذي يريده أتباع المهدي من الاحتجاج بحياة الخضر حاصل لهم بالإجماع على حياة عيسى والدجّال قبل بعث النبيّ ، والدجّال في جزيرة لا يوجد فيها أحد قبل بعث النبيّ بما جاء اللَّه محبوساً مغلولاً إلى آخر الزمان ، وهو مع كفره وضلالته
__________________
(١) راجع ص : ٩٦ .
(٢) راجع ص : ٩٧ .
(٣) كنز الفوائد تحقيق العلّامة الشيخ عبد اللَّه نعمة ٢ : ١١٥ .