الحديث ، هذه كتب الحديث ، هذا مسند أحمد لم يخرّج إلّا « اسمه اسمي » ، هل يفوه مسلم أنّ أحمد حذف لفظ الأب ؟ ! هذا الترمذي ، هذا أبو نعيم ، وغيرهم ممّن عرفت ، وهؤلاء الراوون للحديث الذين جمعهم أبو نعيم ثقات الحفّاظ وعلماء الحديث ، ما ضرّك يا محروم أن تخرّج الحديث كما أخرجه الحفّاظ ولا تتعصّب في مثل المقام ؟ لكن لمّا كان اللَّه تعالى قد أضلّه وأعماه صار يفضح نفسه حتّى صار مثلاً عند العامّة .
وفضح نفسه أيضاً عند ما أجاب عن قول ابن المطهّر : روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي » (١) .
قال : الجواب الرابع : الحديث الذي ذكره وقوله : « اسمه كاسمي وكنيته كنيتي » ولم يقل : « يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي » ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث في كتب الحديث المعروفة بهذا اللفظ ، فهذا الرافضي لم يذكر الحديث بلفظه المعروف في كتب الحديث مثل مسند أحمد وسنن أبي داوُد والترمذي وغير ذلك من الكتب ، و إنّما ذكره بلفظ مكذوب لم يذكره أحد منهم (٢) ، انتهى .
مع أنّك قد عرفت المعروف في مسند أحمد وسنن أبي داوُد والترمذي وغيرهما من الكتب ، وأنّه ليس في تلك « واسم أبيه اسم أبي » إلّا في لفظ زائدة برواية عبداللَّه بن موسى ، فهذا الذي لم يذكره أحد منهم لا هذا الذي ذكره الكلّ بمعناه وذكره بلفظ سبط ابن الجوزي في كتاب التذكرة كما
__________________
(١) منهاج الكرامة في معرفة الإمامة : ٧٧ ، تذكرة الخواص : ٣٢٥ .
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٩٦ ـ ٩٧ .