العسقلاني في لسان الميزان (١) وغيرهم (٢) ، ثمّ من بعدهم إلى عصرنا ، فإنّ لهم مؤلَّفات مختصّة بالحجّة بن الحسن عليهماالسلام تعرف بكتب الغيبة مثل : كتاب كمال الدين لأبي جعفر القمّي ، وكتاب الغيبة للنعماني (٣) تلميذ أبي جعفر الكليني ، وكتاب الغيبة لأبي جعفر الطوسي ، وكتاب الغيبة لأبي محمّد فضل بن شاذان المتوفّي بعد ولادة المهدي عليهالسلام وقبل وفاة الحسن العسكري (٤) ، ونحن كلّما راجعنا وتفحصّنا لم نجد لما ذكروه أثراً بل ليس فيها ذكر السرداب أصلاً سوى قضيّة المعتضد التي نقلها نور الدين عبد الرحمن الجامي في شواهد النبوّة ، وهي موجودة في كتبهم بأسانيد ، ولكنّهم ساقوا المتن هكذا :
عن رشيق صاحب المادراي قال : بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر . إلى أن قال : فوافينا سامراء ووجدنا الأمر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكّة ينسجها فسألناه عن الدار ومن فيها ؟ فقال : صاحبها فواللَّه ما التفت إلينا ، وقلّ اكتراثه بنا ، فكبسنا الدار كما اُمرنا ، فوجدنا داراً سرّيّة ومقابل الدار ستر ما نظرت قطّ إلى أنبل منه كأنّ الأيدي
__________________
(١) لسان الميزان ٥ : ٣١٠ / ١٠٣٤ .
(٢) الوافي بالوفيات للصفدي ٤ : ١٦٤ / ١٠٧٢ .
(٣) هو الشيخ الأقدم أبو عبد اللَّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب ، المعروف بابن زينب ، كان علّامة وقته محدّثاً متبحّراً بحّاثة رحالة ، عاصر السفراء الأربعة الكرام للإمام المهدي عليهالسلام ، ولد في بلدة النعمانية ، وأخذ من ثقة الإسلام الكليني . رجال النجاشي : ٣٨٤ ، تنقيح المقال ٢ : ٥٥ / ١٠٢٠٩ ، إيضاح المكنون ١ : ٣١٠.
(٤) الفضل بن شاذان بن خليل النيسابوري ، أبو محمّد الأزدي من أصحاب الأئمّة الرضا والجواد والهادي والعسكري صلوات اللَّه عليهم ، كان ثقة جليلاً فقيهاً متكلّماً له عظم شأن في الطائفة ، توفّي رحمهالله سنة ٢٦٠ ه . فهرست النجاشي : ٣٠٦ / ٨٤٠، معجم رجال الحديث ١٣ : ٢٨٩ / ٩٣٠٠ .