واُخبرنا أنّ أبا سعيد الخدري لقى رجلاً فأخبره عن رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله شيئاً فخالفه ، فقال أبو سعيد : واللَّه لا آواني وأيّاك سقف وبيت أبداً (١) ، انتهى .
وحكى السيوطي في تاريخ الخلفاء : أنّ الرشيد أراد قتل رجل من وجوه قريش قال كلمة : اين لقيه لما سمع حديث احتجاج آدم وموسىعليها السلام ، فقال الرشيد : زنديق يطعن في حديث رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله (٢) ، انتهى .
وقال العلّامة عبد الحليم في نظم الدرر : إنكار الخبر المشهور يوجب التضليل ، وإنكار المتواتر موجب للتكفير ، انتهى . ومثله قال عليّ القارئ في شرح الفقه الأكبر (٣) .
وقال عبد الحكيم في شرح النخبة : إنكار المتواتر كفر وكذلك إنكار المشهور كفر عند الكلّ إلّا عيسى بن أبان فإنّه عنده يضللّ ولا يكفّر قال : وهو الأصحّ (٤) ، انتهى .
وقال في الخلاصة : من ردّ حديثاً قال بعض مشايخنا : يكفّر ، وقال المتأخّرون : إن كان متواتراً كفّر . أقول : هذا هو الصحيح إلّا إذا كان ردّ حديث الآحاد من الأخبار على وجه الاستخفاف والاستحقار والإنكار ، انتهى كلام عبد الحليم (٥) .
أقول : كما هو شأن ابن تيميّة كما ستعرف .
__________________
(١) جواهر العقدين ١ : ٢٢ ، الرسالة للشافعي : ٤٤٧ / ١٢٣٠ .
(٢) تاريخ الخلفاء : ٢٨٥ .
(٣) شرح الفقه الأكبر : ٢٠١ ، وانظر شرح نخبة الفكر للملا علي القارئ : ٢٣٢ .
(٤) انظر شرح الشفا للملّا علي القارئ ٢ : ٤٢٦ . وشرح نخبة الفكر له أيضاً : ٢٣٢ .
(٥) انظر عبقات الأنوار ٦ : ٨٦ ، ونفحات الأزهار ٦ : ٤١٠ .