وقال عليّ بن سلطان محمّد الهروي المعروف بالقارئ في رسالة الردّ على رسالة إمام الحرمين أبي المعالي الجويني التي كتبها في مطاعن أبي حنيفة ، قال القارئ ـ عند قول إمام الحرمين : إنّ من توضّأ بنبيبذ التمر فقد جعل نفسه شهرة للعالمين ونكالاً للخلق أجمعين ـ ما لفظه : إنّ هذا موجب لكفر الطاعنين والقائلين ، فإنّ الإمام أبا حنيفة لم يذهب إلى هذا القول برأيه بل ثبت عنده من الأحاديث المرويّة عن سيّد المرسلين إلى آخره ، فجعل الطاعن على أبي حنيفة في مسألة الوضوء بالنبيذ طاعناً على الحديث النبوي ورادّاً له ، وهو كفر و إن لم يصحّ الحديث عند الطاعن لكنّه كان صحّ عند غيره عن رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله (١) .
قال المولوي ولي اللَّه والد صاحب التحفة الاثنى عشريّة في الردّ على الشيعة الإماميّة في كتابه المسمّى بالتفهيمات ما لفظه : إنّ ترك حديث يغلب على الظنّ صحته ليس من شأن المسلمين و يخشى النفاق على التارك (٢) ، انتهى .
أقول : وقد تقّدمت شهادة أئمّة أهل العلم بالحديث بأن ابن تيميّة ردّ الأحاديث الجياد الصحاح والتي في السنن والجوامع .
قال الحافظ الإمام أحمد بن عليّ العسقلاني في الدرر الكامنة في ترجمة ابن مطهّر الحلّي : وله كتاب في الإمامة ردّ عليه ابن تيميّة بالكتاب الكبير المشهور المسمّى بالردّ على الرافضي ، وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الردّ إلّا أنّه تحامل في مواضع عديدة ، ورد أحاديث موجودة بأنّها
__________________
(١) انظر عبقات الأنوار ٦ : ٧٨ ، ونفحات الأزهار ٦ : ٤١٠ .
(٢) انظر عبقات الأنوار ٦ : ٨٩ ، ونفحات الأزهار ٦ : ٤١١ .