وقال العلّامة [ الشامي تلميذ ] (١) الحافظ جلال الدين السيوطي في كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلىاللهعليهوآله عند الردّ على ابن تيميّة إنكاره المواخاة بين المهاجرين والأنصار وخصوصاً مواخاة النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ المرتضى عليهالسلام وذكر رواية الضياء (٢) ذلك ما نصّه : وابن تيميّة يصرّح بأنّ الأحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك (٣) .
ولو تحلّى ابن تيميّة بالإنصاف وتخلّى من التعصّب والاعتساف لنقل اتّفاق أئمّة حفّاظ الآفاق على خلاف ما جعل عليه الوفاق ، و إنّما قوله هذا كردّه الأحاديث المسندة الموجودة في الكتب المعتمدة المشهورة ، ونسبة الوضع والكذب إليها ، كما قال في هذا الكتاب أيضاً : إنّ حديث الموالاة قد رواه الترمذي وأحمد في مسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وأمّا الزيادة وهي قوله : « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » إلى آخره فلا ريب أنّه كذب . ونقل الأثرم في سننه عن الإمام أحمد أنّ العبّاس سأله عن الحسين الأشقر وأنّه حدّث بحديثين فذكر أحدهما قال : والآخر « اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، فأنكره أبو عبد اللَّه جدّاً ولم يشكّ في أنّ هذين الحديثين كذب (٤) ، انتهى كلام ابن تيميّة .
وقد رواه الإمام أحمد في مسنده مع شرط فيه ، وهو عدم ذكر الموضوع والمنكر ، بل والشديد الضعف على رأيه (٥) .
__________________
(١) الزيادة يقتضيها المتن .
(٢) الأحاديث المختارة ٥ : ٦٥ / ١٦٨٨ و ٩ : ٥٢٥ / ٥٠٧ ـ ٥٠٨ .
(٣) سبل الهدى والرشاد ٢ : ٣٦٩ .
(٤) منهاج السنّة ٧ : ٣١٩ .
(٥) راجع ج ١ : ٥٣ ١ و ٧٩ .