وهذره القبيح ، وعناده الفاحش ، ولداده الداهش ، واعتسافه المعكوس ، ومِرائه المنكوس ، وقد نقض ذلك علماء عصره كما عرفتهم في المقصد الأوّل وفي شهادة الجلال السيوطي ، جزاهم اللَّه خير جزاء الناصرين لسيّد النبيين ، وخصوصاً شفاء السقام إذا راجعه المنصف النبيل يعرف أنّ ابن تيميّة الضليل لقد ضلّ سواء السبيل في هذا الطعن العليل ، المقحم له في العذاب الوبيل ، والمورث له عظيم التنكيل ، كبر مقتاً عند اللَّه أن يرمي الحديث الصحيح بالسخريّة والاستهزاء ، و يعزو الحقّ الواضح إلى الكذب والافتراء ، و يبالغ في تشييد أساس الباطل الخاسر ، و يوغل في أحصاف مباني الضلال البائر ، ولا يخاف بطش اللَّه وسطوته ولا يخشى أخذه بالقدرة ونقمته و يمجن بأحاديث نبيّه الأمين ، و يطعن في فضل زيارة سيّد المرسلين عليه أشرف الصلاة والسلام إلى يوم الدين .
فلو درى ابن تيميّة ما في هذا التشدّق والتفيهق والتنطّع والتهوّر والحذاق وضرب الأقوال ، وتلفيق سخائف الأقوال ، والتشبّث بالكلمات الرديّة ، والهفوات الموبقة ، والخزعبلات المهلكة ، والخرافات المنهكة من الشنار والعوار والبوار والخزي والخيبة والخسار والدمار والتباب والتباد والعمه والسفه ، وخلع ربقة الدين ، و إبداء عجر القلب و بجره باليقين ، لحار وجلاً ، واندهش ذهلاً ، وكبح عنانه ندماً ، وزمّ لسانه سدماً ، ولما تفوّه بكلمة ، ولما نبس بنفثة ، لكن ذهب به قائد العمى إلى سباسب العدوان والطغيان ، وأوصله سائق الجهل إلى مرامي الشحناء والشنان ، و بلغ به حبّ الباطل إلى عقبات كؤودة ، فنسى مواقف يوم يسأل فيه عن المودّة ..
يا سبحان اللَّه ، كيف تطيب نفس مؤمن موقّر لسيّد المرسلين معظّم