وقال في كتاب مناسك الحجّ ما لفظه بحروفه : بل الأحاديث المذكورة في هذا الباب مثل : « من زارني » (١) إلى آخره ونحو ذلك كلّها أحاديث ضعيفة ، بل موضوعة ليست في شيء من دواوين الإسلام إلى آخر ما ذكر . وأيضاً هذا المنسك قد طبع في آخر المجموع الكبير المذكور (٢) .
وقال في فتيا بخطّه ما لفظه : حتّى أنّ قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يثبت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله لفظ بزيارته و إنّما صحّ عنه الصلاة عليه والسلام ، هذا في شفاء السقام نقل الفتيا بطولها .
ثمّ قال : انتهى ما أردت نقله من كلام ابن تيميّة من خطّه وأنا عارف بخطّه (٣) .
وفي نسخة اُخرى بخطّه أيضاً مبسوطة نقلها السبكي في الفصل الثاني من الباب السابع من شفاء السقام قال ابن تيميّة ما لفظه : وما ذكره ـ يعني أبو محمّد المقدسي ـ من أحاديث في زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فكلّها ضعيفة باتّفاق أهل العلم بالحديث ، بل هي موضوعة لم يرو أحد من أهل السنن المعتمدة شيئاً منها ، ولم يحتج أحد من الأئمّة بشيء منها ، بل مالك إمام أهل المدينة النبويّة الذين هم أعلم الناس بحكم هذه المسألة كره أن يقول : زرت قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله (٤) ....
إلى آخر مكابرته الفاضحة ، وسفسطته الواضحة ، وخلطه الصريح
__________________
(١) مسند أبي داوُد الطيالسي : ١٣ ، سنن الدارقطني ٢ : ٢٤٥ / ١٩٤ ، السنن الكبرى للبيهقي ٥ : ٤٥ ، كنز العمّال ٥ : ١٣٥ / ١٢٣٧٢ ـ ١٢٣٧٢ .
(٢) مجموعة الفتاوى ٢٦ : ٨٣ .
(٣) شفاء السقام في زيارة خير الأنام : ١٢٩ ، وانظر مجموعة الفتاوى ١٨ : ٣٤٢ و ٢٧ : ٣٥ .
(٤) شفاء السقام في زيارة خير الأنام : ١٤١ .