أنا محمّد نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ، و يسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اشدد به ظهري » . قال أبو ذرّ : فما استتمّ كلامه حتّى نزل عليه جبرائيل من عند اللَّه فقال : « يا محمّد اقرأ قال : ما أقرأ ؟ قال : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُمْ رَ كِعُونَ ) » .
ونقل الفقيه ابن المغازلي الواسطي الشافعي أنّ هذه نزلت في عليّ (١) ، انتهى (٢) .
قال : الجواب عن هذه الآية حقّ من وجوه :
الأوّل : إنّا نطالبه بصحّة هذا النقل ، ولا يذكر هذا الحديث على وجه تقوم به الحجّة ، فإنّ مجرّد عزوه إلى تفسير الثعلبي ، أو نقل الإجماع على ذلك من غير العالمين بالمنقولات الصادقين في نقلها ليس بحجّة باتّفاق أهل العلم ، إن لم نعرف ثبوت إسناده ، وكذلك إذا روى فضيلة لأبي بكر وعمر لم يجز اعتقاد ثبوت ذلك بمجرّد ثبوت روايته باتّفاق أهل العلم ، فالجمهور ـ أهل السنّة ـ لا يثبتون بمثل هذا شيئاً يريدون إثباته لا حكماً ولا فضيلةً ولا غير ذلك ، وكذلك الشيعة ، و إذا كان هذا بمجرّده ليس بحجّة باتّفاق كليهما بطل الاحتجاج به ، وهكذا القول في كلّ ما نقله وعزاه إلى أبي نعيم أو الثعلبي أو النقّاش أو ابن المغازلي ونحوهم ، انتهى بلفظه وحروفه (٣) .
والجواب عن هذا حقّ من وجوه :
__________________
(١) تفسير الثعلبي ١١ : ٣٩١ / ١٢٩٦ ، وانظر مناقب ابن المغازلي : ٣١١ .
(٢) منهاج الكرامة : ١٤١ .
(٣) منهاج السنّة ٧ : ١٠ ـ ١١ .