الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ، أو اعتضده مرسل آخر وذلك كما ذكره في الإتقان (١) .
وأمّا إذا قال : عنى بهذه الآية كذا فليس من المسند بل يجري مجرى التفسير من قائله ، خصوصاً إذا كان القائل غير الصحابي ، ولم يكن ممّن شاهد التنزيل ووقف على الأسباب..
فإذا عرفت هذا فاعلم : أنّ الذين قالوا : إنّها نزلت في عليّ عليهالسلام وذكروا السبب وهو تصدّقه بخاتمه في حال الركوع في الصلاة ، ثمان من كبار الصحابة ممّن شاهدوا التنزيل ووقفوا على السبب ، ومثل مجاهد (٢) وعكرمة (٣) وعتبة بن أبي حكيم (٤) وغالب بن عبد اللَّه (٥) ، وقد صحّ المسند إليهم كما عرفت ، فأين يقع بعد هذا ما عن بعض تبّع التابعين : من إنّ
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ١١٥ ـ ١١٧ .
(٢) ابن جَبْر ، و يقال : ابن جبير ، أبو الحجاج المكّي ، فقيه مقرئ ، مولى عبد اللَّه بن السائب القارئ ، و يقال : مولى قيس بن الحارث المخزومي ، روى عن ابن عبّاس وغيره ، روى عنه طاووس وعطاء وعكرمة ، توفي سنة ١٠٢ أو ١٠٤ أو ١٠٧ أو ١٠٨ ه . انظر طبقات ابن سعد ٥ : ٤٦٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٤٩ / ١٧٥ .
(٣) البربري أبو عبد اللَّه المدني ، مولى ابن عباس ، أصله من البربر ، كان لحصين بن أبي الحرّ العنبري فوهبه لابن عباس لمّا ولي البصرة لعلي عليهالسلام ، روى عن مولاه والإمام علي والإمام الحسن عليهماالسلام وغيرهم ، قالوا : كان يرى رأي الخوارج مات سنة ١٠٦ ه . انظر طبقات ابن سعد ٥ : ٢٨٧ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ١٢ / ٩ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٢٦٣ / ٤٦٩ .
(٤) أبو العباس الهمداني الأردني الشامي ثمّ الطبراني ، توفّي بصور سنة ١٤٧ ه . انظر تاريخ دمشق ٣٨ : ٢٢٨ / ٤٥٤٢ ، تهذيب الكمال ١٩ : ٣٠٠ / ٣٧٧١ .
(٥) الجزري العقيلي ، كان من أهل قرقيسيا ـ مدينة على نهر الخابور ـ نزل خراسان ، توفّي سنة ١٣٥ ه . انظر ضعفاء العقيلي ٣ : ٤٣١ / ١٤٧٤ ، والفائق في رواة أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ٢ : ٥٤٦ / ٢٥٤٨.