عليه عند أهل العلم بالحديث ، وابن أبي حاتم ، ومحمّد بن جرير الطبري ، وعبد بن حميد ، وعبد الرزّاق من أهل العلم الكبار في التفسير عندك ، وقد رووا أنّها نزلت في عليّ حين تصدّق بخاتمه في حال الصلاة عن الصحابة والتابعين بإسنادهم إلى كلّ واحد كما تقدّم عن تفسير الدرّ المنثور في الوجه الأوّل من وجوه الجواب عن وجهه الأوّل (١) .
ومن ذكر ذلك في الموضوعات يا محروم ؟ ! ومن ادّعى الإجماع الذي ذكرت ؟ ! هذه كتب أهل العلم بالحديث ، أتحسب أنّك تروّج كذبك على أهل العلم يا محروم ، إنّما يروّج على أوباش الحشويّة ، و بقر الشام من الحنابلة .
ثمّ قال ابن تيميّة : وأمّا ما ينقله عن تفسير الثعلبي فقد أجمع أهل العلم بالحديث أنّ الثعلبي روى طائفة من الأحاديث الموضوعة ، كالحديث الذي يرويه في أوّل كلّ سورة عن أبي اُمامة في فضل تلك السورة ، وكأمثال ذلك ، ولهذا يقولون : هو كحاطب ليل ، وهكذا الواحدي تلميذه وأمثالهما من المفسّرين ينقلون الصحيح والضعيف ، ولهذا لمّا كان البغوي عالماً بالحديث أعلم به من الثعلبي والواحدي وكان تفسيره مختصر تفسير الثعلبي لم يذكر في تفسيره شيئاً من هذه الأحاديث الموضوعة التي يرويها الثعلبي ولا ذكر تفاسير أهل البدع الذي ذكرها الثعلبي ، مع أنّ الثعلبي فيه خير ودين ، لكنّه لا خبرة له بالصحيح والسقيم من الأحاديث ، ولا يميّز بين السنّة والبدعة في كثير من الأقوال (٢) ، انتهى .
أقول : لقد عضضت بالجندل ، قد كتب العلماء في الموضوع والواهي
__________________
(١) تقدّم في ص : ١٤٦ .
(٢) منهاج السنّة ٧ : ١١ ـ ١٢ .