مثل : أبي بكر القفّال ، وأبي حامد المقرئ ، وهما من الفقهاء الكبار والعلماء الخيار ولكن لم يكن التفسير حرفتهم ، ولا علم التأويل صنعتهم ، ولكلّ علم رجال ، ولكلّ مقام مقال .
وفرقة اقتصروا على الرواية والنقل دون الدراية والنقد ، مثل : الشيخين أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأنماطي ، وبيّاع الدواء محتاج إلى الأطبّاء .
وفرقة حذفوا الإسناد الذي هو الركن والعماد فنقلوا من الصحف والدفاتر ، وجروا على هوس الخواطر ، وذكروا الغثّ والسمين والواهي والمتين ، وليسوا في عداد العلماء ، فصنت الكتاب عن ذكرهم ، إلى آخر ما ذكر(١) .
فعلى مثل هذا يطعن ابن تيميّة بعدم الخبر ، وعدم التميّز بين الصحيح والسقيم ، والبدعة والسنّة ، لكن لما كان الإمام الثعلبي عدوّ الحشويّة ، وسيف اللَّه عليهم في تزييفه عقيدتهم الزائغة ، صار ابن تيميّة يرميه بالعظائم ، والحمد للَّه الذي فضحه ونصر أولياءه .
ثمّ قال ابن تيميّة الكذّاب : وأمّا أهل العلم الكبار أهل التفسير مثل تفسير محمّد بن جرير الطبري ، و بقي بن مخلّد ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وأمثالهم ، فلم يذكروا بها مثل هذه الموضوعات .
إلى قوله : ولا يذكر مثل هذه عبد بن حميد ، ولا عبد الرزّاق مع أنّ عبد الرزّاق كان يميل إلى التشيّع ، و يروي كثيراً من فضائل عليّ و إن كانت
__________________
(١) الكشف والبيان عن تفسير القرآن ( تفسير الثعلبي ) ٢ : ٧ ـ ١١ .