وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ ) » الآية (١) ، انتهى ما أخرجه ابن المغازلي (٢) ، وكلّ أسانيده جياد ، وقد تقدّم الأئمّة عليه في روايتها ، وتابعه جماعة من علماء الإسلام في روايتها كما عرفت (٣) .
وبعد هذا أقول : قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : فصل : قال ابن المبارك : من ذا يسلم من الوهم . وقال ابن معين : لست أعجب ممّن يحدّث فيخطئ ، إنّما أعجب ممّن يحدّث فيصيب . قلت : وهذا أيضاً ممّا ينبغي أن يتوقّف فيه ، فإذا جرح الرجل بكونه أخطأ في الحديث أو وهم أو تفرّد لا يكون ذلك جرحاً مستقرّاً ولا يردّ به حديثه ، ومثل هذا إذا ضعف الرجل سماعه من بعض شيوخه خاصّة فلا ينبغي أن يردّ حديثه كلّه لكونه ضعيفاً في ذلك الشيخ ، وقال الشافعي : إذا روى الثقة حديثاً و إن لم يروه غيره فلا يقال : شاذ إنّما الشاذ أن يروي الثقات حديثاً على وجه فيرويه بعضهم فيخالفه فيقال : شذّ عنهم ، وهذا صواب ومع ذلك فلا يخرج الرجل بذلك عن العدالة لأنّه ليس معصوماً عن الخطأ والوهم إلّا إذا بيّن له خطأه فأصرّ (٤) ، انتهى .
ثمّ أقول لابن تيميّة في غمزه على أبي نعيم والثعلبي والنقّاش وابن المغازلي ما قاله الحافظ الذهبي لما ذكر عليّ بن المدائني وجماعة في كتاب الضعفاء ، قال بعد كلام : فما لك عقل يا عقيلي أتدري فيمن تتكلّم ، و إنّما تبعناك في هذا النمط لنذبّ عنهم ولنزيف ما قيل فيهم ، كأنّك
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٥ .
(٢) انظر المناقب لابن المغازلي : ٣١٣ / ٣٥٨ .
(٣) راجع من ص : ١٤٦ وما بعدها .
(٤) لسان الميزان ١ : ١٧ .