لأهل الكوفة رأى العجب ، وذلك لشدّة انحرافه في النصب في شهرة أهلها بالتشيّع ، فتراه لا يتوقّف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلق وعبارة طلق ، حتّى أنّه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد اللَّه بن موسى وهم أساطين الحديث وأركان الرواية ، فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثّق رجلاً ضعّفه هو قبل التوثيق (١) ، انتهى .
ومعلوم أنّ ابن تيميّة الحشوي يبغض كلّ مَن بعُد عن الحشو والنصب ، كأبي نعيم ، والثعلبي ، والنقّاش (٢) ، وابن المغازلي فإنّه من أقرب الناس إلى الحديث والسنّة وأبعد الناس عن التشبيه والتجسيم والعداوة لأهل البيت ، فلذا يثلبهم ابن تيميّة ، وهم أركان الحديث ، وأئمّة الآثار ، أمّا الثعلبي فقد عرفت ثناء الأئمّة عليه (٣) .
وأمّا ابن المغازلي فقد ذكره السمعاني في الأنساب قال : الجُلّابي ـ بضمّ الجيم وتشديد اللام وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة ـ هذه النسبة الى الجُلّاب ، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الطيّب الجُلّابي المعروف بابن المغازلي من أهل واسط العراق ، كان فاضلاً عارفاً برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصاً على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ ، بواسط وطالعته وانتخبت منه ، سمع أبا الحسن علي
__________________
(١) لسان الميزان ١ : ١٦ .
(٢) أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد النقاش الموصلي البغدادي ، وهو الذي روى حديث نزول آية : ( سَأَلَ سَآئِلُ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في واقعة غدير خمّ في تفسيره شفاء الصدور . قال الذهبي : شيخ القرّاء . وقال ابن كثير : كان رجلاً صالحاً عابداً ناسكاً . توفّي سنة ٣٥١ ه . تذكرة الحفاظ ٣ : ٩٠٨ / ٨٧٢ ، البداية والنهاية ١١ : ٢٥٩ .
(٣) راجع من ص : ١٥٥ وما بعدها .