الصراط السوي (١) اعتمد حديث ابن المغازلي ، وحدّث عنه كذا أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير في وسيلة المآل في مناقب الآل نقل عنه ووصفه بالفقيه (٢) ، وكذلك المولوي ولي اللَّه بن حبيب اللَّه في مرآة المؤمنين روى عنه واعتمد حديثه .
ثمّ قال ابن تيميّة : الوجه الخامس : أن يقال : لو كان المراد بالآية أن يؤتى الزكاة حال ركوعه كما يزعمون أنّ عليّاً تصدّق بخاتمه في الصلاة لوجب أن يكون ذلك شرطاً في الموالاة ، وأن لا يتولّى المسلمون إلّا عليّاً وحده ، فلا يتولّى الحسن ولا الحسين ولا سائر بني هاشم ، وهذا خلاف إجماع المسلمين (٣) ، انتهى .
هذا لعمري ممّا يضحك منه الثكلى ، مَن يقول أنّ ذلك شرط في المولاة يا محروم ! وكيف يجب أن يكون شرطاً وأنت تقول : إنّه حال من الأحوال الذين أوجب اللَّه موالاتهم ، ولم يكن في الآية ولا في الحديث ما يشمّ منه الشرطيّة ، بل هما صريحان أنّه حال من أحواله ، ثمّ الموالي لعليّ موالٍ للحسن والحسين وكلّ آل عليّ بموالاته لعليّ عليهالسلام ، لكن ضيق الخناق بابن تيميّة يلجؤه إلى هذه الزخاريف .
ثمّ قال : الوجه السادس : أنّ قوله : « الذين » صيغة جمع فلا يصدق على عليّ وحده (٤) ، انتهى .
قال جار اللَّه العلّامة في الكشّاف : فإن قلت : كيف صحّ أن يكون
__________________
(١) حكاه عنه السيد الميلاني في نفحات الأزهار ٦ : ٥١ .
(٢) وسيلة المآل في مناقب الآل ( مخطوط ) .
(٣) منهاج السنّة ٧ : ١٥ .
(٤) نفس المصدر ٧ : ١٦ .