لعليّ رضياللهعنه واللفظ لفظ جماعة ؟
قلت : جيء به على لفظ الجمع و إن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل ثوابه ، ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقّد الفقراء حتّى أن لو دهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخّروه إلى الفراغ منها (١) ، انتهى .
أقول : ومن البديهي أنّ أهل اللغة يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التفخيم والتعظيم ، وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه .
ثمّ قال ابن تيميّة : الوجه السابع : أنّ اللَّه تعالى لا يثني على الإنسان إلّا بما هو محمود عنده إمّا واجب و إمّا مستحبّ ، والصدقة في الصلاة ليس من الأعمال الصالحة ، و إعطاء السائل لا يفوت فيمكن المتصدّق إذا سلّم أن يعطيه ، وأنّ في الصلاة لشغلاً (٢) ، انتهى ملخّصاً .
أقول : إذا كان لم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته ، بأن كان الخاتم مرجاً في خنصره ، كان طرحه للسائل من أحسن الأعمال الصالحة بالإجماع مع خوف فوات ذلك ، سبحان اللَّه ! هذا ابن تيميّة يقول : قال اللَّه وأقول ، فإنّ صريح الآية الثناء على الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون وابن تيميّة يقول : إنّ التصدّق في الصلاة ليس من الأعمال الصالحة مطلقاً ، ثمّ من أين علمت يا محروم أن السائل يبقى في المسجد إلى ما بعد الفراغ
__________________
(١) تفسير الكشاف ١ : ٦٤٩ .
(٢) منهاج السنّة ٧ : ١٦ .