فيها عقائده وعقائد غيره ، و يزعم بجهله أنّ عقائده عقائد أهل الحديث ، فوجدت هذه القصيدة تصنيفاً في علم الكلام الذي نهى العلماء من النظر فيه لو كان حقّاً ، ( فكيف وهي تقرير العقائد الباطلة فيه وبوح بها ) (١) ، وزيادة على ذلك وهي حمل العوام على تكفير كلّ من سواه وسوى طائفته ، فهذه ثلاثة اُمور هي مجامع ما تضمّنته هذه القصيدة :
والأوّل من الثلاثة حرام ، لأنّ النهي عن علم الكلام إن كان نهي تنزيهٍ فيما تدعو الحاجة إلى الردّ على المبتدعة فيه ، فهو نهي تحريم فيما لا تدعو الحاجة إليه ، فكيف فيما هو باطل .
والثاني من الثلاثة : العلماء مختلفون في التكفير به ولم ينته إلى هذا الحدّ ، أمّا مع هذه المبالغة ففي بقاء الخلاف فيه نظر .
وأمّا الثالث : فنحن نعلم بالقطع أنّ هؤلاء الطوائف الثلاثة الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة وموافقيهم من الحنابلة مسلمون وليسوا بكافرين ، فالقول بأنّ جميعهم كفّار وحمل الناس على ذلك كيف لا يكون كفراً وقد قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « إذا قال المسلم لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما » (٢) ، والضرورة أوجبت العلم بأن بعض من كفّرهم مسلم والحديث اقتضى أنّه يبوء بها أحدهما ، فيكون القائل هو الذي باء بها ، انتهى موضع الحاجة من كلام التقي السبكي في السيف الصقيل بحروفه (٣) .
أقول : وللتاج بن التقي السبكي قصيدة نونيّة جمع فيها المسائل
__________________
(١) بدل ما بين القوسين في النسخ : ( وفي تقرير العقائد الباطلة فيه وبرع بها ) والمثبت عن المصدر .
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢ : ١٨ ، ٤٧ ، ٦٠ ، ١١٣ ، البخاري ٨ : ٣٥٣ الباب ٥٩٥ ، صحيح مسلم ١ : ٧٩ / ب ٢٦ / ١١١ .
(٣) السيف الصقيل رد ابن زفيل : ٢٠ .