الإيمان وحرمة الكفر عند الأشاعرة ، ومنهم الشافعيّة إذ لا حسن ولا قبح عندهم إلّا شرعاً ، فالإيمان والكفر سيان عندهم ، وما أوجب الشرع فهو حسن وما حرّم فهو حرام ، ومن ثمّة جوزوا نسخ جميع التكاليف عقلاً (١) ، انتهى .
وقال الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير عند قوله تعالى : ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَ إِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٢) ما لفظه : مذهبنا أنّه يجوز من اللَّه تعالى أن يدخل الكفّار في الجنّة ويدخل الزهّاد والعباد في النار ، لأنّ الملك ملكه ، والملك يفعل في ملكه ما يشاء لا اعتراض لأحد عليه (٣) ، انتهى .
وبالجملة ابن القيم وشيخه وأتباعهما يكفّرون الأشعريّة ، والأشعريّة هم أهل السنّة ، قال الخيّالي في حاشيته على شرح العقائد : الأشاعرة هم أهل السنّة والجماعة ، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار ، وديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريديّة أصحاب الإمام أبي منصور ، و بين الطائفتين اختلاف في بعض المسائل كمسألة التكوين وغيرها (٤) ، انتهى .
وقال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب : وأنا أعلم أن المالكيّة كلّهم أشاعرة لا استثني أحداً ، والشافعيّة غالبهم أشاعرة لا استثني إلّا من لحق منهم بتجسيم أو اعتزال ممّن لا يعبأ اللَّه به ، والحنفيّة كلّهم أشاعرة
__________________
(١) فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت ٢ : ٧٩ .
(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٨ .
(٣) التفسير الكبير ١٢ : ١٣٦ ـ ١٣٧ .
(٤) حاشية الخيالي على العقائد النسفية ( مخطوط ) الورقة : ٩ ، وعنه في إتحاف السادة المتّقين ٢ : ٦ ، ونخبة اللآلي : ٤٧ .