وأحرق كثيراً منها (١) ..
وأذن لكلّ من يتبعه أن يفسّر القرآن حسب فهمه حتّى همج الهمج من أتباعه ، فكان كلّ واحد منهم يفعل ذلك ولو كان لا يحفظ شيئاً من القرآن ، حتّى صار الذي لا يقرأ منهم يقول لمن يقرأ : اقرأ لي شيئاً من القرآن وأنا أفسّره لك ، فإذا قرأ له شيئاً يفسّره ..
وأمرهم أن يعملوا بما فهموه منه ، وجعل ذلك مقدّماً على كتب العلم ونصوص العلماء ، وتمسّك في تكفير الناس بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحّدين (٢) .
إلى أن قال : إنّه وأتباعه إنّما يؤوّلون القرآن بحسب ما يوافق أهواءهم لا بحسب ما فسّره النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه والسلف الصالح وأئمّة التفسير فإنّه لا يقول بذلك (٣) .
قال : وانتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للردّ عليه ، وألّفوا في الردّ عليه رسائل كثيرة ، حتّى أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهّاب ألف رسالة في الردّ عليه (٤) .
قال : وقتل كثيراً من العلماء والصالحين وعوام المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ابتداعه (٥) .
قال : وكان ينهي عن الدعاء بعد الصلاة و يقول : إنّ ذلك بدعة (٦) .
قال : وكان يخطب للجمعة في مسجد الدرعيّة ويقول في كلّ خطبه :
__________________
(١) خلاصة الكلام : ٣٠٤ ، وراجع الدرر السنية في الردّ على الوهابية لزيني دحلان أيضاً ( الوهابية المتطرّفة ١ : ) : ٣١٣ / ٤١ .
(٢ و ٣) خلاصة الكلام في بيان أُمراء البلد الحرام : ٣٣ ـ ٣٠٤ .
(٤ و ٥) خلاصة الكلام : ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، وفيه : ما ابتدعه بدل : ابتداعه .
(٦) خلاصة الكلام في بيان أُمراء البلد الحرام : ٣٠٥ .