بسماعها ، و ينهي عن الإتيان بها ليلة الجمعة ، وعن الجهر بها على المنابر و يؤذي من يفعل ذلك و يعاقبه أشدّ العقاب ، حتّى أنّه قتل رجلاً أعمى كان مؤذّناً صالحاً ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله في المنارة بعد الأذان فلم ينته وأتى بالصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأمر بقتله فقتل (١) ..
ثمّ قال : إنّ الربابة في بيت الخاطئة ـ يعني الزانية ـ أقل إثماً ممّن ينادي بالصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله في المنابر (٢) .
و يلبّس على أصحابه وأتباعه بأن ذلك كلّه محافظة على التوحيد ، فما أفظع قوله وما أشنع فعله ..
وأحرق دلائل الخيرات (٣) وغيرها من كتب الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، و يتستّر بقوله : إنّ ذلك بدعة و إنّه يريد المحافظة على التوحيد ..
كان يمنع أتباعه من مطالعة كثير من كتب الفقه والتفسير والحديث ،
__________________
من الكتب الحديثية والتفسيريّة ، و يكفي في ذلك أنّ ابن عبد الوهاب نفسه وسائر العلماء من أهل السنة في كتبهم المختلفة كلّما يذكرون الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله يقولون : صلىاللهعليهوآله ، حتى قيل : إنّ كلمة « وآله » أيضاً موجدة فى النسخة الأصلية من صحيح البخاري ، كما هي موجودة في صيغ الصلوات التي أمر بها رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله أن يصلّي بها عليه.
إن قلت : إنّه لم يمنع من أصل الصلاة و إنّما منع من الجهر بها .
قلنا : إنّ الأمر بالصلاة عليه وعلى آله مطلق يشمل الجهر والإخفات ووقوعها في أي زمان في الجمعة وغيرها وأي مكان على المنبر أو المنارة أو .. . مع أنّ ابن عبد الوهاب لم يذكر دليلاً على منعه لها في هذا الزمان أو في هذا المكان أو في هذه الحالة غير أنّه قال : إنّها بدعة كيف تكون بدعة وجاءت في الصحاح والمسانيد ؟
(١ و ٢) خلاصة الكلام : ٣٠٣ .
(٣) في كشف الظنون ١ : ٧٥٩ الكتاب للشيخ أبي عبد اللَّه محمّد بن سليمان الجزولي المتوفّي سنة ٨٥٤ ه ، وهذا الكتاب آية من آيات اللَّه في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله .