النبيّ صلىاللهعليهوآله كثيراً بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد (١) .
فمنها : أن يقول : إنّه طارش (٢) ، وهو في لغة أهل الشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم إلى آخرين ، بمعنى أنّه صلىاللهعليهوآله حامل كتب مرسلة معه ، أي غاية أمره أنّه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر لاُناس ليبلّغهم إيّاه ثمّ ينصرف .
ومنها : أنّه كان يقول نظرت في قصّة الحُدَيبيَة (٣) فوجدت بها كذا وكذا كذبة ، إلى غير ذلك ممّا يشبه هذا ..
حتّى أنّ أتباعه كانوا يفعلون ذلك أيضاً ويقولون مثل قوله ، بل يقولون أقبح ممّا يقوله ، و يخبرونه بذلك فيظهر الرضا ، وربّما أنّهم تكلّموا بذلك بحضرته فيرضى به ..
حتّى أنّ بعض أتباعه كان يقول : عصاي هذه خير من محمّد لأنّها ينتفع بها في قتل الحيّة ونحوها ومحمّد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً وإنّما هو طارش ومضى (٤) .
قال بعض العلماء (٥) : إنّ ذلك كفر في المذاهب الأربعة ، بل هو كفر عند جميع أهل الإسلام ..
ومن ذلك : أنّه كان يكره الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله (٦) و يتأذّى
__________________
(١) خلاصة الكلام : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ .
(٢) قيل : هو لفظ مولّد .
(٣) بدون تشديد الياء المحدّثون يشددودنها .
(٤) خلاصة الكلام : ٣٠٣ ، وراجع مصباح الظلام : ٤ ، وكشف الارتياب : ١٣٠ .
(٥) خلاصة الكلام في بيان اُمراء البلد الحرام : ٣٠٣ ، راجع مصباح الأنام وجلاء الظلام : ٤ و ص : ٦٥ ـ ٦٦ .
(٦) مع أنّ الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله جاءت في صحاح أهل السنّة ، وفي مسانيدهم وغيرها